كيف تسهم صواريخ غزة في تكبيل يدي "باراك" من الرد على عملية "ناحال عوز"؟؟
لا شك أن جلسة التقييم التي أجراها وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك منتصف ليلة أمس الأربعاء بمشاركة قادة الجيش وقائد هيئة الأركان العسكرية بحضور رئيس الهيئة
الجنرال غابي أشكنازي, لمناقشة الرد على عملية "ناحل عوز" البطولية تضع قادة المؤسسة الحربية الإسرائيلية أمام تحديات جسام تجعلهم يفكرون ملياً في كيفية الرد.
فباراك الذي يترأس القرار لهذه المؤسسة يعلم أن الرد العسكري على قطاع غزة عبر توجيه ضربات جوية لأهداف أو الإقدام على اغتيال شخصية بارزة من حماس أو الجهاد الإسلامي يعني أنه قد وقّع على قرار يتم بموجبه وضع جميع سكان عسقلان و"نتيفوت" و"كريات غات" و"سديروت" وكل الكيبوتسات المجاورة لقطاع غزة تحت مرمى صواريخ المقاومة الية مجدداً سيما بعد التطوير النوعي الذي طرأ عليها.
هذا الأمر يعني نزول أكثر من 220 ألف إسرائيلي للملاجئ وشل الحركة التامة في تلك المناطق المذكورة, بمعنى آخر الرد الذي قامت به فصائل المقاومة الية خلال عملية "الشتاء الساخن" قبل أسابيع حيث تساقطت العشرات من صواريخ المقاومة على عسقلان و"عزاتا" و"سديروت" و"كريات غات" تغيّر فلأول مره المعادلة بين السلاح الإسرائيلي والسلاح الي على الرغم من تفوق إسرائيل عسكرياً, فالصواريخ التي أطلقتها المقاومة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية بجباليا أوجدت ميزان قوى ورعب جديد لم تعهده إسرائيل منذ قيامها بالنسبة لقطاع غزة و لهذا السبب قرر باراك عدم الرد على عملية "ناحل عوز".
السبب الثاني فقد قرر باراك عدم الرد انطلاقاً من مراهنته على أن "حماس" ستقوم في الأيام المقبلة باقتحام الحدود مع مصر, حيث أن لديه معلومات مؤكدة بأن الجنود المصريين سيطلقون النار نحو كل من يحاول اقتحام الحدود, لذا فإنه يريد أن يرى دماءاً تنزف من اليين.
باختصار باراك يأمل أن يرى تعاركاً ياً مع مصر وبالتالي سيتم تشديد الحصار من قبل مصر أكثر من الحصار الإسرائيلي وستقوم مصر بعمليات جدية لوقف كامل لعمليات التهريب عبر الأنفاق في منطقة رفح و هذه هي أمنية باراك القديمة –الحديثة.