حدث اليوم مشهد يعبر عن مرحلة جديدة من ملاحم الوحدة الوطنية الية تجسدت بالفعل بعد الحديث عنها، بعد ان أثبتت ساحات الوغى ذلك، وان العدو الصهيوني لا يفرق بين حمساوي او فتحاوي أو أخر .. ففي صباح يوم الجمعة اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة حي الشجاعية شرق غزة، وبعد أن اشتبكت مع المقاومين أصيب مقاوم من حركة حماس وفي لحظة إصابة احد عناصر حماس قفز الفتحاوي خليل سكر جريا لينقذ الحمساوي ولكن رصاصة الغدر الصهيونية، إصابته ومن ثم سقط شهيدا من اجل أن ينقذ الحمساوي...
بيان كتائب شهداء الأقصى بهذا الخصوص
بسم الله الرحمن الرحيم
خاص – المكتب الإعلامي – حدث أمس مشهد يعبر عن مرحلة جديدة من ملاحم الوحدة الوطنية الية ربما لم يكن يعلم الشهيد خليل سكر أحد مقاتلي كتائب شهداء الأقصى أن الرصاص سيكون لغة للمصالحة الميدانيّة العسكرية بين فصائل المقاومة ، علّه أراد بذلك أن يعزز رؤية فتح الطامحة إلى تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة اللحمة لشطريّ الوطن اللذان رحلا بفعل الشهوات السياسية والركض خلف الأوهام .
قلما ما يقع المقاومين بمثل هذهِ المواقف لكنّها جميلة وتحمل بين ثناياها العبق الخالد الذي يعشق الوطن وينادي بتحرير الأرض وفقاً لمصالح الشعب وحياته المستقبلية ، فحدث ذلك في جباليا أثناء المحرقة السوداء عندما أقدم بعض مقاتلي فتح على إنقاذ حياة شاب حمساوي كان ينزف لفترات طويلة دون أن يعلم مصيره أحد ، إذ أنّه كان بمقدور المقاومون الفتحاويون أن ينتقموا مما انقلب على شعبه واستباح بدمه ، لكنّ الوطن الحقيقي هو الذي يكبر بأبنائه المخلصين الذين لا يكابرون عليه بثمن.
المشهد اليوم يتكرر مع تكرار مشاهد التوغلات اليومية التي ينتهجها جيش الاحتلال ضد الشعب الي ، فهاجمت قوة صهيونية خاصة فجر أمس الجمعة الموافق 6/6/2008م ، معززة بالآليات الصهيونية شرق حي الشجاعية ، ليتصدى المقاومين بكلّ بسالة وشجاعة ، ليصاب اثنين من المقاتلين بمكانين مختلفين أحدهم من كتائب القسام وآخر من كتائب الأقصى ، فلم يكن للشهيد خليل سكر إلا وأن يضع سلاحه على ظهره ويهبّ مستبسلاً لنجدة شقيقه الحمساوي ، ويبدو أن القناصة الصهاينة لم يرق لهم هذا المشهد الذي يعبّر عن عمق الهوية الية – رغم الانقسام - ليسارع أحدهم بإطلاق النار عليه ليرتقي شهيداً .
لا أحد يكبر على الوطن ، وإرادة الله دائماً هيّ الأقرب لتوحيد شعب ذاق الويلات بفعل الانقسام وعشق الحياةِ الدنيا ' بكراسيها ' ، فحدث الشجاعية – رغم صدفته – إلا أنّه كان حاضراً بمشاهد الكثيرين من الناس ، ليصبح الحديث الأكثر شهرةً في هذهِ الجمعة المباركة ، فمنهم من ربط خطابي عباس هنيّة بالحدث وقالوا حقّا ' إن ربّ العالمين يريد لهذا الشعب الفلاح والنجاة بوحدتهم ' ، فهل يتعظ قادة الوطن من رسالةِ الرحمن وعبقها الإيماني ، أم سيتركون أبواب الحدود مفتوحة لدولة الاحتلال دائماً