ياسر عرفات نبض فلسطين

رحيل الشهيد الرئيس ياسر عرفات لن يؤثر في تمسكنا بالأهداف الوطنية والثابتة والتي قضى على دربها شهيداً .

*- قد يكون جرى تسميم السيد الرئيس والملف الطبي لازال مفتوحاً قيد البحث

*- نريد التعددية داخل المجتمع الفلسطيني ونسعى جادين لحوار عميق ونرحب بخلق شركاء في صنع القرار الفلسطيني .

لم يكن رحيله المفاجئ قد مر على مخيلتنا الفلسطينية قط ، ولم نكن لنهيئ أنفسنا لهذه الوجيعة الأشد في تاريخ شعبنا الفلسطيني المناضل ، فجاءت الفجيعة الأكبر برحيله المبكر لتخسر فلسطين بذلك رجل ستبخل علينا الطبيعة بمثله لسنين طوال عجاف .

كنا نودع الشهيد تلو الشهيد ونعرف أننا قاب قوسين أو أدنى من اللحاق بالأكرم منا جميعاً ، لكننا كنا نرفض عن ذاكرتنا أن يكون الشهيد التالي في قافلتنا الفلسطينية هو رمز فلسطين وصوتها الصادح غصن زيتونها وبندقيتها المشرعة ، أن يكون الأب والأخ والمعلم القائد ياسر عرفات .

ولكن ولأن لا سلطة لنا ولا اعتراض إزاء مشيئة الله ، فقد استقبلنا بنفوس راضية هذا المصاب الجلل ، وعزاؤنا أن الأب والقائد قد ارتحل شهيداً كما كان يبغي ويسعى جاهداً لا طريداً ولا أسيراً ولكن شهيداً شهيداً شهيداً .

اليوم وبعد مرور 3 سنوات على رحيل القائد العظيم ياسرعرفات فإنه ليس بالإمكان مطلقاً نسيان أمثال هذا الرجل ، والذي يُعتبر ظاهرة إنسانية فريدة غير قابلة للتكرار تأتي على رأس كل 400 عام ،ترحل وتترك خلفها إرثاً من الأهداف والمبادئ والقيم الانسانية حيث لا مجال مطلقاً للمساس بها أو الحياد والتفريط بأي منها ، أهداف وقيم هي العنوان الأبرز لمرحلة عظيمة وتاريخية عاشها شعبنا الفلسطيني بقيادة هذا العظيم ياسر عرفات الذي ودعنا بعد أن أودع فينا أمانة سنطيق حملها ونكون لها الحارس الأمين كما كان هو لثوابتنا وأهدافنا وقيمنا الفلسطينية ، ودعنا وودعناه وودعه العالم بثلاث جنازات مهيبة جرت له في ثلاث قارات ، في نوع من الحفاوة والتكريم لهذا القائد الرائع والتقدير لشخصيته التاريخية الاستثنائية

ولأنه رجل بهذا القدر، كان لا بد من الاعتراف بحق هذا الرجل العظيم تجاهي ، فكان لزاماً على ان اتحدت عن هدا العملاق فانا عملت بقربه مند عام 1995 وحتى سفرة الى رام الله عام 2002 لقد تميز الشهيد الرئيس دوماً بتعامله الدافئ والإنساني المغمور بالحب والحنان لكل المحيطين به ، وكان بالنسبة لي قريب جداً مثله كمثل والدى واتدكرة فى كتير من المواقف كما يتدكرة الكتير إن هذه الصور السريعة التي ترسخت في ذاكرتي ، لم أعشها وحدي بل عاشها الكثيرون من أبناء شعبنا الفلسطيني ، فكان رحمه الله بمثابة الأخ الكبير الذي يمتلك ثقتنا جميعاً ، كنا نحبه ولا زلنا لأبعد ما يكون ، كنا نتحمل كل ما يجيئ من طرفه دون أي تذمر ، لأنه بالنتيجة قائد السفينة الفلسطينية وقائد فتح التي أرست قواعد السلطة الوطنية على أرض الوطن في خطوة هي الأهم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
في المشوار الطويل هناك محطات كثيرة يتوقف عندها المرء ، فعندما كانت الظروف صعبة والمسيرة تتراجع كنت أرى هذا العملاق الكبير لا يستسلم ولا يلين ، شعاره عندما تشتد الأمور وتضيق الأفق ويبدأ الضعف يدب في النفوس " يا جبل ما يهزك ريح "، انه رجل لا يقبل الاستسلام وهذا ما لمسناه في كتير من الازمات اللتى كانت تحدت على الساحه سواء داخليا او خارجيا كان الشهيد أبو عمار يملك سحره الخاص وسره الخاص في تعامله مع الآخرين فقد كان صادقاً ، ولم تقتصر علاقة الحب والود تلك على الفلسطينين والعرب بل كذلك هو الحال في معظم دول العالم
كان يحيا القضية الفلسطينية وكلمة السر بالنسبة له فلسطين وكلمة السحر فلسطين وبها استطاع أن يعيد كتابة الاسم واقعاً على خارطة العالم ، لقد أنكر ذاته لدرجة أن علاقته بفلسطين وصلت حد العبادة ، لم يكن له حياته الخاصة كل الأشياء فيه وحوله مربوطة بفلسطين وهذا ما أهله لهذا الاحتفال والتكريم العظيم الذي ناله في فرنسا وفي ثلاث قارات .

اوروبا وافريقيا واسيا وهذا الحضور الاستثنائي لشخصه والذي لم ينازعه فيه أحد من قادة العالم ، لعب دور كبير وأساسي لصالح القضية الفلسطينية فزاد من عدد المؤمنين بعدالتها وأحقية شعبها في الحرية والاستقلال وتقرير المصير

وفى هدا اليوم بالتحديد اليوم موعد انعقاد مؤتمر انابوليس ونحن واثقون أن الاخوة أبومازن وأبو علاء وغيرهم على العهد باقون وسوف يكملون الرسالة والمسيرة فقد حملهم الرئيس أمانة تطبيقها غياب الرئيس لن يؤثر في تمسكنا بذات الثوابت والأهداف التي وضعها نصب عينيه وعمل لأجلها طويلاً ، سنواصل مسيرة التحرر والبناء